الأم الكردية أميرة خضر من مدينة سري كانيه، اضطرت إلى النزوح برفقة أبنائها من مدينتها سري كانيه صوب مدينة قامشلو، نتيجة الغزو التركي لشمال وشرق سوريا في 9 تشرين الأول واحتلالها لمدينة سري كانيه، حيث أنها كانت قد اضطرت للنزوح مرة أخرى في وقت سابق في نهاية العام 2012 نتيجة هجمات الجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة على سري كانيه، ولكنها عادت إلى المدينة مع أبنائها بعد شهر فقط، ودأبت الأم الكردية على تربية أولادها على حب الوطن والتضحية على الرغم من التهديدات الغادرة لأردوغان ومرتزقته، حيث انضمت ابنتها إلى صفوف الكريلا في العام 2013 وناضلت في جبال كردستان على مدار 5 أعوام إلى أن استشهدت في جبال كابار عام 2018، كما استشهد ولدها عبدالله حمي (أوجلان) في مقاومة روج آفا في سري كانيه بتاريخ 14 تشرين الأول 2019، وأبدت أميرة خضر افتخارها بأبنائها اللذين لبوا نداء الوطن وقالت " كان ولدي قائداً لمجموعة من رفاقه، ولدى محاولته حماية مجموعته والدفاع عنهم وإخراجهم من الحصار المرتزقة، وقع شهيداً، هؤلاء الطغاة يحرقون أطفالنا بالأسلحة الكيماوية."
وأشارت الأم الكردية أميرة إلى أن الدولة التركية هاجمت سري كانيه بالوكالة عن طريق مرتزقتها من جبهة النصرة في العام 2012، وقالت " دخلت جبهة النصرة الإرهابية إلى سري كانيه من الحدود التركية، حيث حدثت اشتباكات بينهم وبين النظام السوري في البداية، وحينها كانت الطائرات الحربية التركية تقصف بيوت المدنيين وكان أردوغان يتجاوز حدوده، من جهة هاجمنا من خلال مرتزقته ومن الجهة الأخرى يقصف بيوتنا بقنابله ومن كذلك يدفعنا للهجرة إلى تركيا، أي أننا اضطرنا إلى الهجرة إلى شمال كردستان حينها، وبقينا حوالي شهر فقط ومن ثم عدنا إلى سري كانيه حيث رأينا أن المرتزقة احتلوا منازلنا، لكن بعد فترة قصيرة جداً استطاعت وحدات حماية الشعب (YPG) طرد مرتزقة جبهة النصرة من سري كانيه، وبقينا نحن الكرد والعرب والأرمن مع بعضنا البعض."
لم نترك تراب وطننا
وذكرت أميرة خضر أنه منذ تحرير سري كانيه من جبهة النصرة في عام 2013، كانوا على الدوام يتعرضون للتهديدات، وقالت " لم تقف تهديداتهم لنا الغزو ابداً، وأدركنا أن أردوغان هو المحرض وهو الساعي لإحداث هكذا فتنة من أجل احتلال أرضنا، ولم نقبل نحن بهذه التهديدات وظلم واضطهاد أردوغان وبقينا متمسكين بمدينتنا وتراب وطننا، إلى تاريخ 9 تشرين الأول 2019، حيث كنا نؤمن أن مقاتلينا من أبنائنا ويجب علينا أن نقف معهم وإلى جانبهم، وفي ذلك اليوم قامت الطائرات الحربية للعدو التركي باستهداف منازلنا واضطررنا حينها إلى الخروج منها والابتعاد عن المنطقة التي تمت قصفها."
استشهد ولدي عندما كان يحاول انقاذ مجموعته
تحدثت الأم أميرة خضر عن استشهاد ولدها (أوجلان) المقاتل في صفوف وحدات حماية الشعب، وقالت " بعد أن قصفتنا الطائرات الحربية، ارغمنا على الذهاب إلى قرية "بلتي" حيث لم نرغب في الابتعاد عن سري كانيه وأردت أن أبقى قريباً من ولدي (أوجلان) وفي اليوم الرابع اتصلت مع ولدي المقاتل في صفوف ((YPG واخبرته أنني اشتقت إليه كثيراً وأريد رؤيته وحينها رد علي قائلاً " أمي، لا استطيع المجيء وسأبقى إلى جانب رفاقي"، وقلت له " أرجوك أن تأتي ولو لدقيقة واحدة من أجل أراك"، حينها جاء إلى بسلاحه ولباسه الميداني الكامل وبقي عندي ما يقارب نصف ساعة، وسمعنا صوت انفجار.. كان ولدي أوجلان قائد أحد أفواج (YPG) وأدرك أن الطائرات الحربية تقصف نقاط تمركز رفاقه، وقبلني وودعني وذهب لإنقاذ رفاقه، حيث سمعت بعد ساعتين أو ثلاث أنه استشهد وهو يحاول انقاذ مجموعته ورفاقه الجرحى، العدو الغادر لم يدخر سلاحاً إلا واستخدمه حتى الأسلحة الكيماوية."
أحرقوا أطفالنا بالأسلحة الكيماوية
وأضافت أميرة خضر في حديثها إلى أن دولة الاحتلال التركي استخدمت الأسلحة المحرمة دولياً ومنها الأسلحة الكيماوية، وقالت " أحرقوا أطفالنا بالسلاح الكيماوي، حينها اقتربت من المكان لكي أكون قريبة من مكان أبني أوجلان ورأيت بأم عيني كيف كانوا يقصفون بالسلاك الكيماوي حيث كان هذا السلاح يحرق كل شيء " الأبنية والإنسان" واحترقت أجساد أطفالنا أيضاً، وفقد العديد من الأشخاص جراء هذا السلاح المحرم دولياً، حيث كانوا يستهدفون كل شيء والمدنيين قبل المقاتلين، وبعد يوم فقط أعلنوا عن استشهاد ولدي أوجلان، وأنا فخورة به لأنه سار على درب الشرف والكرامة وضحى بحياته من أجل شعبه ووطنه."